الندوة العلمية الأولى حول “التحول من البدو إلى الحضر ومظاهر الاجتماعية الكبرى في المجتمع الحساني بالمغرب” بمركز طرفاية الثقافي

في مساء يوم 12 مارس 2025، كان المركز الثقافي بطرفاية على موعد مع حدث علمي بارز، حيث نظمت جمعية بهيا للثقافة والتراث، بشراكة مع المركز الثقافي بطرفاية وبدعم من عمالة الإقليم والمجالس المنتخبة، النسخة الأولى من الندوة العلمية التي تناولت موضوعاً بالغ الأهمية: “التحول من البدو إلى الحضر ومظاهر الاجتماعية الكبرى في المجتمع الحساني بالمغرب”.
عرفت الندوة حضور العديد من الشخصيات الهامة، حيث تجمعت السلطات المحلية ورؤساء المجالس المنتخبة بالنيابة، بالإضافة إلى المجلس العلمي بالنيابة، ومندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية. كما كان اللقاء فرصة لالتقاء ممثلي المصالح الخارجية وفعاليات جمعوية وإعلامية وحقوقية، مما أضفى طابعاً متميزاً على الحدث العلمي.
افتتاح الندوة: بدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلاها تحية العلم الوطني، حيث أعرب الجميع عن احترامهم واعتزازهم بالهوية الوطنية. بعد ذلك، قدمت الجمعية المنظمة كلمة ترحيبية شملت أهداف الندوة وأهمية الموضوع المطروح، مؤكدة على دورها في تعزيز الثقافة الحسانيّة وحفظ التراث المحلي.
المداخلات العلمية: شهدت الندوة سلسلة من المداخلات القيمة التي تطرق فيها الأساتذة المتخصصون إلى مختلف جوانب التحول الاجتماعي والثقافي في المجتمع الحساني، وجاءت مداخلاتهم على النحو التالي:
1. الأستاذ محمد فاضل لفيرس: في مداخلته بعنوان “مؤسسة المحضر والمفهوم والوظيفة”، سلط الضوء على دور المحضر في المجتمع الحساني ووظيفته في نقل وتوثيق الأحداث والمواقف الاجتماعية الهامة.
2. الأستاذ محمد أمبارك يارا: تناول في مداخلته “المعجم الأدبي الحساني من البدو إلى الحضر”، حيث عرض تطور اللغة الحسانيّة وعلاقتها بالتحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدها المجتمع الحساني عبر الزمن.
3. الأستاذ حمزة العومري: قدّم مداخلة تحت عنوان “لغة النص الشعري بين الماضي والحاضر”، حيث تناول التغيرات التي طرأت على الشعر الحساني وأثر التحولات الاجتماعية على هذا الشكل الأدبي.
4. الأستاذ أمبارك الزيغم: في مداخلته “من الخيمة إلى المنزل: مسار نحو المجتمع المدني”، تطرق إلى التغيرات الاجتماعية الكبيرة التي رافقت الانتقال من الحياة البدوية إلى الحياة الحضرية وكيفية تأثيرها على بناء المجتمع المدني.
5. السيدة يارا حمدي: تحدثت عن “الصناعة التقليدية حاضنة الثقافة الحسانية”، مؤكدة على دور الصناعات التقليدية في حفظ وتطوير الثقافة الحسانية، وخاصة في زمن التحولات الكبرى.
6. الدكتور محمود الزاهي: اختتمت المداخلات بمداخلة بعنوان “التربية على القيم في الثقافة الحسانية: نماذج مختارة”، حيث أشار إلى أهمية التعليم والتربية في تعزيز القيم الإنسانية في المجتمع الحساني، وكيفية الحفاظ على هذه القيم في ظل التحولات المعاصرة.في ختام الندوة تم تكريم المشاركين وتوزيع الشهادات التقديرية تقديراً لجهودهم في إثراء النقاش العلمي. كما تم تكريم بعض النساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تأكيداً على دور المرأة الحسانية في تعزيز الهوية الثقافية والمساهمة الفعالة في المجتمع.
وفي لحظة خاصة من الحدث، تم تلاوة برقية الولاء والإخلاص لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تجسيداً للوفاء والتقدير للشخصية الملكية ودورها البارز في دعم الثقافة المغربية والحفاظ على التراث.
مثل هذا الحدث العلمي يعد فرصة كبيرة لفتح آفاق البحث والنقاش حول التحولات الاجتماعية التي شهدها المجتمع الحساني، فضلاً عن كونه منصة هامة للتعرف على التاريخ الثقافي والاجتماعي لهذا المجتمع. إن نجاح هذه الندوة يبرز دور الجمعيات الثقافية والمؤسسات المحلية في نشر الوعي الثقافي والبحث العلمي، ويؤكد على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات لتعزيز الفهم المشترك للموروث الثقافي والحفاظ عليه للأجيال القادمة. مراسلة : عزيز اليوبي .